نبذه عن الرائع محمد النصري

**alshatrabi** الثلاثاء يوليو 07, 2009 11:26 pm

(م)
من عينيه الذكيتين، يطل نبع من حنان، ينهمر بين كلماته المتلفحة بثوب ابتسامته البريئة، فعند أول لقاء به، يجتاحك احساس، انك تعرفه منذ سنين، دخل إلينا، تسبقه أريحيته المعهودة وطرفته الحاضرة، ليغمرنا بوابل من الحكي، وطل من الذكريات.
محمد النصري، فنان الطمبور الشهير، خرج للدنيا في العام (1974م) تسبقه "صرخة أريحية ورضاء" فى بيت من بيوت القرير، لأسرة ربها شاعر وكذلك الجد والخال، فما كان غريب أن تأتي صرخة ميلاده مموسقة ومدوزنة تنبئ بفنان عظيم.
(ح)
حب الطمبور، سرى في شرايين دمه "الخفيف" وهو بعد طفل صغير، يتنقل بين الجرف والقرير ونوري، وفي مروي شاف كل جميل، وشاف عيون لعبو بيهو شديد، فكان الملحن الأول للاناشيد داخل مدرسة مروي الإبتدائية، وفنان الجمعيات الأدبية، مما أكسبه حب ورضاء الأستاذ ابراهيم ود الحسين، الذي ترجم حبه الى (طراده) يدسها في جيب النصري الصغير عقب كل لحن، ومن هنا بدأت مسيرة محمد النصري الفنية مدفوعة بـ(طرادة) المدير وتصفيق واعجاب زملائه التلاميذ.
(م)
مدرسة كريمة الثانوية، اكتشفت ورعت رجليه القويتين، وكادت أن تهمل مرونة حباله الصوتية، فمحمد أصبح فيها هدافاً يشار اليه بالأقوان، ولكن احساس الفنان داخله كان أكبر، وعن ذلك يقول الفنان محمد النصري: "أنا أصلاً (كورتي) ما انفصلت من طمبوري".
ويذكر من طرائف المنافسات المدرسية، هروبه من معسكر فريق المدرسة، لإحياء حفلة، وما أن بدأ يتغنى بطمبوره، اذا بالجهازين الاداري والفني للفريق يحاصرانه من كل اتجاه، يحكي محمد ضاحكاً: دي كان أول مرة يجلسوني في دكة البدلاء، واتذكر دخلوني الشوط الثاني احرزت ثلاثة أهداف.. المدرب قال لي تاني كل كورة تمشي تغني وتجي تلعب.
(د)
ديوان العمل الحكومي، اعتقل الفنان محمد النصري، ثلاث سنوات، موظفاً بالكهرباء المحطة جيم، قبل أن يحزم أمتعته الى الخرطوم التي دخلها غاضباً، من برنامج نادى الطمبور، ذات البرنامج احتواه من بعد وقدمه للجمهور.
سألت النصري عن سبب الزعل.. فأجاب قائلاً: (سمعت فى احدى حلقات هذا البرنامج الذي يستمع اليه جل أهل الشمال وعشاق الطمبور، نسب تلحين أغنية يا نجيمات التي قمت بتلحينها الى شاعر آخر، فحضرت للاذاعة غاضباً، مطالباً بالتصحيح، وقد تم ولكني القعدة الـ"ياها".
(ن)
نجوى وهيثم، قصة حب انتهت، بمأساة، عندما اكتشفا انهما اشقاء، وقد كتب المبدع علي الخضر ووثق هذه الحادثة بأغنية جميلة غناها محمد النصري، الذى عاد نفسه وكتب "وا اسفاى يا نجوى" فكانت الأغنية الأولى والاخيرة التي تغنى بها النصري من قصائده الكثيرة.
أسفاي يا نجوى ... أسفاي على الأفراح
رحلت بلا إيذان خلتني للأتراح
والغناء عند النصري، عندما تطلقه نصاً هكذا تحس بأنك تخنق الكلمات فالرجل يملك من ناصية التلحين ما يجعلك لا تستطيع قراءة النص بعد سماع الأغنية.
(ص)
صادف الفنان محمد النصري عميد شعراء أغنية الطمبور الشاعر الكبير حسن الدابي في آخر حياته فرمى الدابي في قلب النصري كثير من الوصايا قليل من التحذير بأن ثمة مطبات ستواجهه في مسيرته الفنية".
سألت محمد النصري عن المطبات، فقال ضاحكاً والله مطبات شديدة، ثم عدل جلسته وقال بشئ من الفخر: "شاعرنا الكبير حسن الدابي ما قال كلام إلا اتحقق فالرجل كان حكيماً".
(ر)
رضاء قليل خلّفه ألبوم (ممكن انسى) في نفس محمد النصري الذي ابتدر به انتاجه الفني في العام 1999م لتتوالى ألبوماته الواحد تلو الآخر ويزداد رضاءه، وإن كان يقول: "لسه أجمل أغنياتي لم تأت بعد وأسعى دوماً للأجمل".
شعراء كثر رفدوا مسيرة النصري بكثير من الأغاني نذكر منهم "محمد سفلة، محمد خير درو، علي خضر، خالد شقوري، خالد يس، خالد الباشا، محمد الحسن سالم حميد، خالد عبد الله بخيت وغيرهم من شعراء أغنية الطمبور".
(ي)
ينعم محمد النصري بدفء أسرته الصغيرة بعد أن ودع حياة العزوبية مبكراً متوجاً (أميرة) سيدة على قلبه، منحته قوة دفع أسهمت في مسيرته الفنية، كما منحته "أصالة _ خالد_ وابوبكر".